القائد بسايح Admin
عدد المساهمات : 130 نقاط : 445 تاريخ التسجيل : 07/04/2009 العمر : 36
| موضوع: حديث أحوال الإنسان الثلاثاء سبتمبر 08, 2009 4:22 am | |
| الحديث الرابع عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود قال : حدثنا رسول الله - وهو الصادق المصدوق : ” إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك ، فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد ، فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها “ . رواه البخاري ومسلم
====================== معاني الكلمات : الصادق : في جميع أقواله . المصدوق : فيما أوحي إليه . يجمع : يضم . خلقه : أي تكوينه . نطفة : أصل النطفة الماء الصافي ، والمراد هنا : منياً . ثم يكون علقة مثل ذلك : هذا الطور الثاني الذي يمر به الجنين ، والعلقة هي الدم الجامد الغليظ . مضغة : هذا الطور الثالث الذي يمر به الجنين ، والمضغة هي مضغة من لحم ، وسميت بذلك لأنها قدر ما يمضغ الماضغ.
| |
|
القائد بسايح Admin
عدد المساهمات : 130 نقاط : 445 تاريخ التسجيل : 07/04/2009 العمر : 36
| موضوع: رد: حديث أحوال الإنسان الثلاثاء سبتمبر 08, 2009 4:23 am | |
| الفوائد : 1- في هذا ذكر النبي أطوار الجنين في بطن أمه ، وأنه يتقلب في بطن أمه مائة وعشرون يوماً في ثلاثة أطوار ، فيكون في الأربعين الأولى نطفة ، ثم في الأربعين الثانية علقة ، ثم في الأربعين الثالثة مضغة . قال تعالى في كتابه : " يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة " .
2- أن نفخ الروح يكون بعد تمام أربعة أشهر ، لقوله : ” ثم يرسل إليه الملك ... “ . وينبني على هذا : أ- أنه إذا سقط بعد نفخ الروح فيه فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين . ب- أنه يحرم إسقاطه .
3- أن من الملائكة من هو موكل بالنفخ في الأجنة . والملائكة كثيرون ، وكل له عمل خاص به : جبريل : موكل بالوحي . وإسرافيل : موكل بالنفخ . وميكائيل : موكل بالمطر . ومالك : خازن النار ." تم التعديل " وهناك ملائكة سياحة لمجالس الذكر ، وملائكة لسؤال الميت في قبره .
4- أن الملائكة عبيد يؤمرون وينهون ، لقوله : ” فيؤمر بأربع كلمات ... “ .
والملائكة عملهم عبادة الله وطاعته : قال تعالى : " يسبحون الليل والنهار لا يفترون " . وقال تعالى : " ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون " . وقال تعالى : " لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " .
5- وجوب الإيمان بالقضاء والقدر ، لقوله : ” ويؤمر بكتب أربع كلمات : بكتب رزقه ... “ . فكل شيء مكتوب ومفروغ منه . والإيمان بالقضاء والقدر يتضمن أربع مراتب :
أولاً : العلم : أن تعلم أن الله يعلم كل شيء . قال تعالى : " إن الله كان عليماً حكيماً " . ثانياً : الكتابة : أن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء . قال تعالى : " إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير " . وقال : ” إن الله قدر مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة “ . رواه مسلم ثالثاً : الإرادة : فلا يكون شيء في السموات والأرض إلا بإرادته . قال تعالى : " إنا كل شيء خلقناه بقدر " . رابعاً : الخلق : أن كل شيء في السموات والأرض مخلوق لله . قال تعالى : " وخلق كل شيء فقدره تقديراً " .
6- قوله ( ويؤمر بكتب أربع كلمات ... ) هذه الكتابة تسمى التقدير العمري . وأقســام التقدير أربــع : الأول : التقدير العام لجميع الأشياء في اللوح المحفوظ . قال تعالى : " ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير " . وقال تعالى : " إنا كل شيء خلقناه بقـــدر " . وقال : ( إن الله كتب مقادير السموات والأرض قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ) . الثاني : التقدير العمري . كما في حديث الباب . ( وهذا التقدير يختلف عن التقدير الذي في اللوح المحفوظ بأن التقدير العمري يقبل التغيير والمحــو ، وأما الذي في اللوح المحفـــوظ فإنه لا يقبل التغيير ، بمعنى أن ما كتبه الله في اللوح المحفوظ لا يقبل المحو ولا التغيير ) . قال تعالى : " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " . قال الشيخ السعدي : ” " يمحو الله ما يشاء ويثبت " يمحو الله ما يشاء من الأقدار ويثبت ما يشاء منها ، وهذا المحو والتغيير في غير ما سبق به علمــه ، وكتبه قلمه ، فإن هذا لا يقع فيه تبديل ولا تغيير ، لأن ذلك محال على الله أن يقع في علمــه نقص أو خلل ، ولهذا قال "وعنده أم الكتاب " أي اللوح المحفوظ الذي ترجع إليه سائر الأشيــاء ، فهو أصلها ، وهي فروع وشعب ، فالتغيير والتبديل يقع في الفروع والشعب “ . ولهذا كان عمر يقول : اللهم إن كنت كتبتني شقياً فامحني واكتبني سعيداً . وهذا يعني به الكتابة في صحف الملائكة لا الذي في اللوح المحفوظ . الثالث : التقدير السنوي وذلك يكون في ليلة القدر . كما قال تعالى : " فيها يفرق كل أمر حكيم " . الرابع : التقدير اليومي . ويدل عليه قوله تعالى : " كل يوم هو في شـــــأن".
7- الحث على العلم الصالح والإكثار منه ، لأن الإنسان لا يدري متى يأتيه الموت . قال تعالى : " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض " . وقال تعالى : " سابقوا إلى مغفرة من ربكم " .
8- التوكل على الله ، وعدم الخوف من الفقر ، لأن الرزق مكتوب .
9- أن الناس ينقسمون إلى قسمين لا ثالث لهما : شقي ، أو سعيد .
قال تعالى : " فريق في الجنة وفريق في السعير " . وقال تعالى : " فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق ..." . وقال سبحانه : " وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ... " .
10- التحذير من سوء الخاتمة . وقد كان السلف رحمهم الله يخافون من سوء الخاتمة .
كان مالك بن دينار ، يقوم طول ليله قابضاً على لحيته ، ويقول : يا رب ، قد علمت ساكن الجنة من ساكن النار ، ففي أي الدارين منزل مالك . وبكى بعض الصحابة عند موته ، فسئل عن ذلك فقال : سمعت رسول الله يقول : ( إن الله تعالى قبض خلقه قبضتين فقال : هؤلاء في الجنة ، وهؤلاء في النار ) ولا أدري في أي القبضتين كنت . قال ابن رجب : ” إن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس ، إما من جهة عمل سيء ونحو ذلك ، فتلك الخصلة الخفية توجب سوء الخاتمة عند الموت “.
11- أن العبرة بالأعمال بالخواتيم . وقد قال : ( إنما الأعمال بالخواتيم ) . 12- في قوله : ( إن أحدك يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ) جاء في رواية تبين معنى الحديث ، وهي : ( إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس ، وهو من أهل النار ) .
13- يجب على المسلم أن يحرص أن يطهر باطنه ، كما يحرص أن يطهر ظاهره .
14- التحذير من المعاصي والذنوب ، وخاصة الخفية .
15- الحذر من أن يغتر الإنسان بعمله الصالح .
16- قرب الجنة والنار من العبد . وقال : ( إن الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله ، والنار مثل ذلك ) . منقووووووول تابعونا في الشروح الأخرى للأحاديث | |
|